آخر الأخبار
موضوعات

الأربعاء، 31 أغسطس 2016

- فضل زيارة اولياء الله الصالحين في قبورهم

عدد المشاهدات:
أداب زيارة مقامات الأنبياء و الصالحين .
اجماع المسلمين فى بقاع الأرض على زيارتها كانوا يعتقدون أنهم عبيدا لله لا يملكون لا لنفسهم و لا لغيرهم نفعا و لا ضرا و أمرنا الله بزيارة هذه البقاع المباركة لانها من أسباب الخير و النفع للمسلمين كما يذهب المرضى الى أمكاكن الاستشفاء بالرمال و غيرهم . فكيف للمؤمن الذى يعتقد أن الله هو النافع و الضار وهو فيما سواه أسباب جعلها الله لتوصيل الخير لعباده و حتى نأخذ العبرة و العظة من زيارتهم . ذكر سيرتهم و الاسترشاد بهديهم و جهادهم و السير على دربهم و مناهجهم و التأس بأحوالهم .

 ويزور المؤمن هذه المقامات بالآداب التى يتبعها من يزور روضة رسول الله صلى الله عليه وسلم. و يدعوا بما يشاء فى هذه الأماكن لأن الله جعل بها البركة و استجابة الدعاء .

و أن الصلاة فى المساجد التى بها مقامات الصالحين لا شئ فيها و جائزة فأظر أخى الكريم الى تعظيم أنبيائه و الصالحين من عباده و خصهم بالفضل دون غيرهم فالله ينفع بما يشاءو يضر بما يشاء و الله غالب على امره ورد عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال عن قبر أبي حنيفة: (إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم يعني زائراً فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى).


اداب الزياره عند السادة المالكية

محمد بن محمد العبدري المالكي الشهير بابن الحاج(توفى737 هـ).
وقال العلامة ابن الحاج المالكي: (وَأَمَّا عَظِيمُ جَنَابِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالرُّسُلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ فَيَأْتِي إلَيْهِمْ الزَّائِرُ وَيَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ قَصْدُهُمْ مِنْ الْأَمَاكِنِ الْبَعِيدَةِ ، فَإِذَا جَاءَ إلَيْهِمْ فَلْيَتَّصِفْ بِالذُّلِّ ، وَالِانْكِسَارِ ، وَالْمَسْكَنَةِ ، وَالْفَقْرِ، وَالْفَاقَةِ، وَالْحَاجَةِ ، وَالِاضْطِرَارِ ،وَالْخُضُوعِ وَيُحْضِرْ قَلْبَهُ وَخَاطِرَهُ إلَيْهِمْ ، وَإِلَى مُشَاهَدَتِهِمْ بِعَيْنِ قَلْبِهِ لَا بِعَيْنِ بَصَرِهِ ؛ لِأَنَّهُمْ لَا يَبْلَوْنَ وَلَا يَتَغَيَّرُونَ ، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ وَيَتَرَضَّى عَنْ أَصْحَابِهِمْ ، ثُمَّ يَتَرَحَّمُ عَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ، ثُمَّ يَتَوَسَّلُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِهِمْ فِي قَضَاءِ مَآرِبِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَيَسْتَغِيثُ بِهِمْ وَيَطْلُبُ حَوَائِجَهُ مِنْهُمْ وَيَجْزِمُ بِالْإِجَابَةِ بِبَرَكَتِهِمْ وَيُقَوِّي حُسْنَ ظَنِّهِ فِي ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ بَابُ اللَّهِ الْمَفْتُوحِ، وَجَرَتْ سُنَّتُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي قَضَاءِ الْحَوَائِجِ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَبِسَبَبِهِمْ، وَمَنْ عَجَزَ عَنْ الْوُصُولِ إلَيْهِمْ فَلْيُرْسِلْ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ، وَذِكْرِ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ حَوَائِجِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَسَتْرِ عُيُوبِهِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ،فَإِنَّهُمْ السَّادَةُ الْكِرَامُ، وَالْكِرَامُ لَا يَرُدُّونَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَلَا مَنْ تَوَسَّلَ بِهِمْ، وَلَا مَنْ قَصَدَهُمْ وَلَا مَنْ لَجَأَ إلَيْهِمْ هَذَا الْكَلَامُ فِي زِيَارَةِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عُمُومًا).
المدخل في فصل زيارة القبور



الاسراء و المعراج

و لو نظرنا الى سيدنا رسول الله فى الاسراء و المعراج قال له جبريل عليه السلام هذا قبر موسى فنزل وعا عنده . و هنا بيت لحم حييت ولد عيسى فنزل وصلى فيه و دعا . لأن المكان بورك و قدس و طهر و رفع قدره . وفى هذا اشارة الى قيمة الأماكن و البقاع و الديار التى يسكنها و ينزل فيها أهل الله و خاصته و أولياء الله و أتقياؤه . فان سنة الاسلام تدعو الى زيارة هذه الأماكن و هذه البقاع التى شرفها و رفع قدرها حضرة الله تعالى و أمر أحبابه و اصفياءه بزيارتها . كما أن الله حرم على المؤمنين الركوز الى الظالمين و النزول الى ديارهم و أماكنهم حتى لا يصيبهم العذاب الذى حل بهم .

و ان زيارة مقامات الصالحين أحياءا و أمواتا . و فى الحقيقة ليس هم بأموات و انما هم فى الحياة البرزخية التى هى أكمل من الحياة الكونية بالنسبة اليهم لانهم فى عالم الرضوان و فى روضات الجنان .قال الله صلى الله عليه وسلم  : " القبر حفرة من جهنم أو روضة من رياض الجنة " رواه البيهقى اذن من يكون فى الروضة ممتعا بما فيها من نعيم و من سرور و صبور . هل يكون ميتا كما يتصور البعض أن الموت فناء . ان الموت فى الحقية ما هو الا انكشاف و زوال عن الانسان الحجاب الكثيف الذى يحجبه و الأنس بحياة الخلود و هو انتقال من دار الى دار من دار الأعمال و الأسباب الى دار الأمال . فكيف يكون الموت حجابا لأهل البرزخ عن الاتصال بأهل الدنيا أو السماع عنهم أو معرفة أخبارهم و أحوالهم . كيف هذا و الرسول الله صلى الله عليه وسلم نادى على قتل بدر من الكفار و قال أنهم لا سمع منكم . كيف هذا و زيارة القبور سنة مؤكدة و زار الرسول الله صلى الله عليه وسلم   القبور و زار أصحابه الكرام . و كل العلماء زاروا روضات الصالحين بالامام مالك رضى الله عنه كان يزور روضة النبى الله صلى الله عليه وسلم   و يدعو الله فيها و كذلك كان الامام الشافعى رضى الله عنه دائم التردد على ضريح الامام أبو حنيفه و كان يدعو فيه عن كل أمر أهمه . فكل الأمه و العلماء كانوا يزوروا مقامات الأنبياء الصالحين .


والزائر للأولياء و الصالحين إما أن يدعوا الله لحاجته و يتوسل بسر هذا الولي فى إنجاح بغيته ، كفعل عمر فى الاستسقاء أو يستمد المزور الشفاعة له وإمداده بالدعاء(1) ، كما فى قول اويس القرني : أن الأولياء و العلماء كالشهداء أحياء فى قبورهم ، إنما انتقلوا من دار الفناء إلي دار البقاء . (2)

1- ابن حجر فى تهذيب التهذيب ( 11/260 ) :-

” وقال الحاكم سمعت أبا على النيبورى يقول : كنت فى غم شديد فرأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – فى المنام كأنه يقول لي سر إلى قبر يحي بن يحي واستغفر وسل نقض حاجتك ، فأصبحت ففعلت ذلك فقضيت حاجتي ” . أهـ.

2- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي ( 10 / 107 ) :-

” قال فى حديثه عن السيدة نفيسة : ( وكان أخوها القاسم رجلاً صالحاً زاهداً ، خيراً ، سكن نيسابور و له بها عقب منهم السيد العلوي الذي يروى عنه الحافظ البيهقى ، وقيل كانت من الصالحات العوابد و الدعاء المستجاب عند قبرها بل و عند قبور الأنبياء و الصالحين وفى المساجد و عرفه و مزدلفة وفى السفر المباح ) . أهـ .

3- وفى سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي : –

حديث أبو الحسن – رحمه الله تعالى – من أصول صحيحه ، سمعته يقول : رأيت النبي  – صلى الله عليه وسلم – فى المنام فتبعته حتى دخل فوقف على قبر يحي بن يحي و تقدم وصف خلفه جماعه من الصحابة ، وصلى عليه ثم التفت فقال : هذا القبر امانه لأهل هذه المدينة . أهـ .

4- الحافظ ابن حبان : كان إذا همه أمر قصد قبر الإمام على الرضا ، فينكشف همه ، قال : وقد جربته مراراً وقد تم الاشاره إليه من قبل الثقات ( 8 / 457 ).

5- الحافظ البيهقى : روى عنه ابن الجوزى فى المنتظم ( 11 / 211 ) ، من مناقب احمد بن حرب استجابة الدعاء إذا توسل الداعي بقبرة .

6- الإمام أبو حنيفة – ولا يمكن أن يتهم بالشرك أو بالبدعة – قال فى نصيحته لأبى يوسف ” واكثر من زيارة القبور و المشايخ و المواضع المباركة ، واقبل من العامة ما يقصون عليك من رؤياهم للنبي  – صلى الله عليه وسلم – فى المساجد و المقابر ” . ( الطبقات السنية فى تراجم الحنفية ) .

7- الإمام الشافعي قال : إني لاتبرك بأبي حنيفة ، وإذا عرضت لي حاجه صليت ركعتين و جئت إلى قبره و سالت الله تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد عنى حتى تقضى ( تاريخ بغداد – 1 / 123 )

8- قال الحافظ الذهبي فى ترجمته الحافظ الرعينى فى سير أعلام النبلاء ( 21 / 251 – 253 ) ما نصه :

” الحجري الشيخ الإمام العلامة المعمر المقرئ المجدد المحدث الحافظ الحجة شيخ الإسلام أبو محمد عبد الله بن محمد الرعينى الحجري الأندلسي المربى المالكي ، سمعت أبا الربيع بن سالم يقول : صادف وقت وفاته قحط ، فلما وضعت جنازته توسلوا به إلى الله تعالى فسقوا ، وما اختلف الناس إلى قبره مدة الأسبوع إلا فى الوحل . قال : وهو راس الصالحين ورئيس الإثبات الصادقين ” أهـ . – كلام الحافظ الذهبي باختصار ، و أوردها أيضا السيوطى فى تذكرة الحفاظ ( 4 / 1371 ) .

(1) أي يدعوا الله عز و جل ، وحيث انه ولى من أولياء الله تعالى فدعائه أرجى بالاجابه لقربه من الله تبارك و تعالى ، وحيثما ثبتت لهم الحياة البرزخيه الكريمة ، كان دعائهم لنا خير و بركه .

(2) كلمة الشيخ عمر بن المفتى العلامة فخر المذهب المالكي أبى الفضيل قاسم المحجوب فى الرد على رسالة محمد بن عبد الوهاب بعدما شاعت هذه الرسالة .

9- ابن خلكان فى وفيات الأعيان ( 5 / 232 ) وابن العماد الحنبلي فى شذرات الذهب ( 1 / 360 ) فى ترجمه معروف الكرخى ما نصه :

” كان مشهور بإجابة الدعوة ، و اهل بغداد يستسقون بقبره و يقولون : قبر معروف ترياق مجرب  ” ، و الحافظ إبراهيم الحربي توسل بقبره ( قبر معروف الكرخى هو الترياق المجرب ) . تاريخ بغداد ( 1 / 122 ) .

وهى بقاع مباركه يشغل الإنسان فيها نفسه بقراءة القرآن و التذكر و الدعاء ، وتذكر سير هؤلاء الصالحون و السير على نهجهم و التبرك بهم و التوسل إلى الله بمحبتهم و التوسل إلى الله بهم لحب الله لهم ، و الإستشفاع و القول لصاحب القبر الصالح أن يدعوا لك فان الانتفاع بدعاء الصالحين عظيم ، والإله كثيرة من فعل سلف ألائمه           و فقهائها الذين حملوا لنا الشريعة و علوم  الدين ، وكانوا من أولياء الله الصالحين ، و العلماء العاملين لإكرام المتفلسفين المحتجين بالأحاديث الضعيفة و الشارحون للأحاديث الصحيحة شروح على غير مجملها .

من فوائد زيارة  الأولياء

هو تقوية المحبة فى الله عز و جل ، ولو بعد وفاتهم ، قال  – صلى الله عليه و سلم – : ” وجبت محبتي للمتحابين فى و المتآخين فى و المتباذلين فى ” .

وفى الصحيح : ( سبعه يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله ….. ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه ) ، وحتى ولو بعد وفاة أحد الصالحين فالمحبة فى الله عز و جل لم تنقطع و الصلة لم تنتهي ، ففي الحديث : ” ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن ، كان يعرفه فى الدنيا ، فيسلم عليه ، إلا عرفه ورد عليه السلام . (1)

(1)     أفاد الحافظ العراقي أن ابن عبد البر أخرجه فى التمهيد و الاستذكار بإسناد صحيح من حديث ابن عباس و ممن صححه عبد الحق و اللفظ له .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير